و علمنى الحب

PDFطباعةأرسل إلى صديق

 الحب يعلمني أن أعطي وآخذ من دون حساب. إنه يتخطى العدل. وإذا كان يقسم أعباء الحياة إلى قسمين، فهو، في الوقت عينه، يزيد على المسؤولية ضعفاً جديدًا. لا يمكن لاثنين أن يأكلا بكلفة واحد، إلا إذا أحجم أحدهما عن الطعام. وإنه لحقيقة أن اثنين لا يستطيعان أن يقررا بسرعة، كما يستطيع شخص بمفرده. وإن شخصًا منفردًا يمكنه التحرك أسرع من اثنين... إلخ.

وبعبارة أخرى إذا كنت لا تريد:

- أن تخرج من ذاتك وتتخلص من أنانيتك،

- أن تتعلم كيف تهتم، بل كيف تتكرس بصدق للاهتمام بشخص آخر،

- أن تدرك كيف يجب أن تصغي بدقة إلى ما يُقال وإلى ما لا يمكن للآخر أن يقوله،

- أن تؤجل الاستمتاع بما يريد كي تتمكن من الاستجابة لحاجات شخص آخر،

- أن تتصل بعمق أعماق مشاعرك وأفكارك،

- أن تشرك الآخر في عمق ذاتك كفعل حبّ،

- أن تتقبل ردة الفعل من شخص تعرف إليك بعمق من خلال انفتاحك عليه،

- أن تتخلى عن ميزاتك وتكون على استعداد أن تعطي مائة بالمئة،

- أن تتعهد مسؤوليات جديدة في الجماعة،

- أن تتمرس في الفن الدقيق، فن الحوار والمشاركة في القرار.

إذا كنت لا تريد تلك الأمور، فأنت ترفض الحبّ. وإذا كنت تفضل أن تكون جزيرة، منعزلا، منشغفاً بذاتك، تؤثر العيش في عالم عدد سكانه شخص واحد، سينتزع الحب من يديك كل ما تقدر وعليه تقبض بكل قواك.

وإنه يبدو لي بديهيًا، وإخاله سيبدو لك هكذا، أن تحديات علاقة الحب الحقيقي تلك، التي تداهم أنانيتنا، هي في الحقيقة، الجسر الذي عليه نعبر إلى النضج البشري والاكتمال الإنساني.

 

أضف تعليق

لا يسمح بالكلمات التى يتطاول فيها صاحب التعليق على فكر او معتقد او شخص بعينه.. كما لا يسمح بنشر التعليقات التى تتضمن الفاظ تتنافى مع الاخلاق و الاداب العامة


كود امني
تحديث

Facebook

Twitter

Facebook

YouTube