درس كتاب: عناية الله

طباعة

 

كتب وليم س.ستودارد

" أَنْتُمْ نَوَيْتُمْ لِي شَرّاً، وَلَكِنَّ اللهَ قَصَدَ بِالشَّرِّ خَيْراً، لِيُنْجِزَ مَا تَمَّ الْيَوْمَ، لإِحْيَاءِ شَعْبٍ كَثِيرٍ."(تكوين 50:20)

اقرأ تكوين 20-15:50، تثنية39:4، أخبار الأيام الأول 10:29-12، رومية28:8، 2تي18:4

 

 

ماذا يقول الله ؟

تجسد هذة القصة المؤثرة، دموع المشاعر الفياضة، وفرحة اللقاء ولم الشمل، أكثر مثال نتذكره من الكتاب المقدس بل في التاريخ ،  كيف يحكم الله ويسود. لا يمكن لخطط ومكائد الناس برغم  كل مافيها من غيرة وكراهية أن تكون لها اليد العليا في النهاية. كتاب هوراشيو الجرHoratio Alger الذي جمع  فيه قصص "الصعود" للنجاح والشهرة لا تتساوي مع قصة يوسف الذي  باعه إخوته عبداً غيرة منه ثم نال  منصب وسلطة لا تُصدق و أصبح الذراع الايمن  لفرعون الذي كان العدو اللدود لشعب أسرائيل " الرعاة " المحتقرين.

تستعرض هذة القصة  تفاصيل  أسوأ ما في الإنسان. و تركز على عواقب خطيئة الغيرة .

إنها تكشف عن كبرياء يوسف المرضى مع تباهيه الواضح  بلا خجل والذي كان  يزيد من عمق الجرح بينه وبين إخوته وهو يسير أمامهم  بالقميص  الملون متفاخراً  بتفضيل أبيه  له عليهم.  وما أشبه الابن  بالأم -فقد فضلت رفقة يعقوب، والآن  يفضل يعقوب  يوسف . ولقد كان  ذلك كافياً  ليوقظ  أسوأ  ما في إخوته. إن تفضيل الآباء لأبن علي باقي الأبناء  هو حقيقة وواقع مؤلم يجرح قلب الله .

من الصعب أن نقرأ  القصة دون بعض التعاطف  مع الأخوة  الأقل تفضيلا  من نفس الأب.

ولكن الله يمسك بزمام  الأمور دائماً . وقد وضع في قلب رأوبين أن ينقذ حياة يوسف وهذة القصة  ان بدأت بداية مؤلمة الا انها انتهت  بجمال الغفران والمحبة بالرغم من كل الظلم الذي وقع فعلاً أو الذي كانوا يخططون له .

المحبة تستر الكثير من الخطايا.

أقرأ القصة كاملة في سفر التكوين في الأصحاحات  39-50 . وتأمل النقاط السلبية التى تحدث عنها الكتاب : الغيرة،  الخيانة،  محاولة  القتل ، الطمع، الثأر، الإغراء  بالشهوة، المجاعة، الحزن، الفقدان ثم في الوقت المعين من قبل الله نري فرحة اللقاء ولم الشمل غير المتوقعة.

في النهاية نري أن إرادة الله دائما هي أخبار سارة.

كيف ينطبق  ذلك علينا؟

إن عناية الله غالباً  ما تكون غامضة محيرة ولكنها صحيحة دائماً.  يجب أن نجنب أنفسنا الحسد لأنه مصيدة توقع اى فريسة . يقع الكثيرون فى خطية الحسد سواء بالتفاخر بالمستوى العالي والمتميز في المواهب والمهارات، الثروة، وافر الصحة،  أو قدرتهم غير المعهودة علي التفوق وأن يكونوا الأوائل دائماً.

إن الحصن المنيع هو الوعد الاعظم  من الجوائز الزائلة التي يمنحها لنا الآخرين. ونحن نعلم " أَنَّ اللهَ يَجْعَلُ جَمِيعَ الأُمُورِ تَعْمَلُ مَعاً لأَجْلِ الْخَيْرِ لِمُحِبِّيهِ، الْمَدْعُوِّينَ بِحَسَبِ قَصْدِهِ. "(رومية 28:8). ولهذا عليك الآن أن تكون متأكداً  من ذلك تماماً  وتصلي واثقاً بأن الله مازال متربعا علي العرش.

وكل شئ كان القصد منه شراً لنا هو درجة سلم أخري ترفعنا حتي نري أن الله يقصد الخير بكل شيء  حتي بهذا الذي يبدو وكأنه شر.

صل معي

إلهي حبك ثابت لا يتزعزع.  حكمتك كاملة بلا عيب. سامحني إن كنت في وقت من الأوقات شككت في عنايتك التي بدت غامضة غير مفهومة.  وقلت مع إسرائيل " إِنَّ الرَّبَّ لَا يَرَى مِحْنَتِي وَطَرِيقِي خَافِيَةٌ عَلَيْهِ؟ " (أشعياء 27:40).

أنت تعطى الحياة للمائت ، ربما ينجو المدعين الماهرين بفعلتهم  ، ربما يفلح الغير امين فى طريقه . ربما يجلسون علي القمة. لقد بيع يوسف عبداً وأُرسل بعيداً.

هل العدالة حقاً عمياء؟ هل تجدي الأمانة نفعاً؟  هل المحبة هي مجرد ملاذ للضعيف.؟ هل كل ما يفعل خيرا ، يهلك ؟

هكذا بدت الأمور ليوسف مرات كثيرة.

ولكن استطاع  يوسف أن يري في النهاية أن الشر الذي يقصده الإنسان ، يتحول الى خير بعمل الله  . لذلك فمن منظور السماء يجب أن أري أن "كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله" والآن وكل شئ  ساكن وهادئ وأنا أثق بقوة  وعمق في كلمتك  أعرف أن ذلك حقيقياً.

وأنا أؤكد بالإيمان  حقيقة أنه لا يخيب ولا يسقط أي شئ من عنايتك  . تتغير الأشياء، وتتغير الأوقات،  ويتغير الأصدقاء.، وأنا أتغير، ولكن أنت يارب لا تتغير.

فلا يوجد شيء  يمكن أن يتسلل إلي  حياتي، أو يثقل قلبي بالهموم،أو يجعل ذهني فريسة ، أو أن أخطو خطوة بدون معرفتك  وبدون سماح إرادتك.  أنا أثق في حبك.  أريد أن أسير في طرق برك. وعندها فأن كل شئ  يحدث فى حياتي حتي لو بدا شرا  سوف تنسجه وتحوله إلي خيرى بواسطة  يسوع المسيح الذي أحتمل الصليب حتي نال اكليل النصرة و الغلبة على الموت .

التقدم  في حياة الصلاة

عندما نشعر أن الأمور في أسوأ حال وتبدو كأنها كذلك ، وعندما يكون كل شئ ضدنا ، فأن ذلك هو الوقت الذي يجب أن نصلي من أجل قبول لمشيئة الله بهدوء وثقة عميقة في عنايته  الحكيمة ، فهو يتفهم و يوجد .

 

هل أخذت فرصة للصلاة من اجل قبول المسيح و الامتلاء بالروح القدس ؟ 

 

http://www.thoughts-about-god.com/