دع الله يتحدث

PDFطباعةأرسل إلى صديق

 مرراً وتكراراً أنت موضوع أمام الاختيار؛ إما أن تدع الله يتحدث أو أن تدع ذاتك المجروحة تصرخ. وبالرغم من أنه هناك موضع فيه يمكنك أن تسمح للجزء المجروح بداخلك أن يحصل الاهتمام الذي يحتاجه، إلا أن دعوتك تكمن في أن تتحدث من الموضع بداخلك الذي فيه يسكن الله.

حين تسمح لذاتك المجروحة أن تظهر في تعبيرات مثل الاعتذارات الكثيرة أو المجادلات أو الشكاوى، والتي من خلالها لن يسمعها أحد، فإنك فقط تزداد إحباطاً وشعوراً بالرفض. تمسك بالله من داخلك ودعه يتحدث بكلمات الغفران والشفاء والمصالحة، كلمات تدعو للطاعة وللخدمة وللتمسك بالالتزام.

 الناس لن تتوقف عن الاشتباك مع جراحاتك. سوف يشيرون إلى احتياجاتك وضعفاتك الشخصية ومحدودياتك بل وخطاياك. وهم بهذه الطريقة يحاولون التملص مما يقوله الله لهم من خلالك. وتجربتك الشخصية، والتي تبزغ من إحساسك الكبير بعدم الأمان وبالشك، تكمن في أن تبدأ أن تصدق في تعريفهم لمن تكون. ولكن الله قد دعاك لكي تقل كلمتك للعالم، وأن تقلها دون خوف. فبينما تتعرف على جراحاتك لا تتخلى عن الحق الذي يحيا بداخلك ويتطلب منك أن تنطق به. وسوف يتطلب منك الأمر الكثير من الوقت والصبر لكي ما تميز بين صوت ذاتك المجروحة وبين صوت الله، ولكنه سوف يصير أكثر سهولة بينما تنمو في أمانتك نحو ما دُعيت لتحياه. لا تيأس، فقد دعيت لمهمة صعبة ولكن مثمرة.


الأب هنري نووين
من كتاب " صوت الحب الداخلي"

Facebook

Twitter

Facebook

YouTube